أهم الأخبارمنبر الفكر

من أفكار الشرفاء الحمادي: الخطاب الإلهي(صادق) يدعوا للخير  والخطاب الديني (كاذب ) صنعه الكهنة يدعوا للشر ويبقى الاختيار

كل يوم جمعة نطرح ونعالج قضية من أفكار الشرفاء- في بوابة (مصر السعودية) الإخبارية أحد منابر مركز العرب(2030)

 

في بوابة (مصر السعودية) الإخبارية أحد منابر مركز العرب(2030) للأبحاث للدراسات ، نناقش في نهاية الأسبوع (كل جمعة ) فكرة بناءة من أفكار الأستاذ على الشرفاء الحمادي لمعالجة قضايا متنوعة في الدين والسياسية والاجتماع .

ملخص الطرح والمعالجة

في قضية اليوم يوضح الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي أن السبب الجوهري قي تردي حال المسلمين هو ترك منهج الخطاب الإلهي الذي يأمر عباده بإتباع القرآن وعدم الاعتماد على استنتاجات بشرية نسبت إلى الصحابة أو غيرهم ممن نَصَّبوا أنفسهم أهلَ العلم والًمعرفة وعلماء الدين وشيوخ الإسلام، فلا يوجد شيوخ للإسلام ولا أئمة ولا كهنة ولا أحبار، بل عباد لله مخلصين له الدين يتبعون رسولاً كريمًا ،ولذلك يجب أن نعود إلى هذا الخطاب وهو الإلهي ، ونرفض كل  الخطابات الدينيّة المتعدّدة التي تفرق وتمزق ، فنحن لدينا خطابًا إلهيًّا واحدًا ورسولاً وإمامًا واحدًا ، ولا سبيل للمسلمين من الخروج من النفق المظلم الذي عشناه ونعيشه اليوم إلا بالعودة للخطاب الإلهي القرآن الكريم.

التفاصيل

المساواة والعدل

لم يستثن الله سبحانه وتعالى أحدًا من خلقه تأكيدًا لعدلِه وتحقيقًا للمساواة بين عباده، فلا ميزة لأحد، كلهم سواء أمام الخالق الجبَّار، يطلبون رحمته واثقين بعدله وقضائه يوم الحساب. فلا وسيط يومئذٍ غير عمل الإنسان تأكيدًا لقوله سبحانه: « يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ » (الشعراء: 88-89).

العُرْوَة الوثقَى

ولذلك فالله سبحانه يحذّر الناس من تصديق الروايات أو المقولات ولا يلقون بالاً إلا للآيات حتى لا ينصرفوا عن القرآن الكريم الذي جاء معه النور ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.

وأمر سبحانه عباده بأن يستمسكوا بالعُرْوَة الوثقَى، كتاب الله، الذي يربط بينهم وبين خالقهم، وَجَاءت الآية الكريمة في سورة آلَ عمران تأكيدًا لذلك:(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعا ولا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَليْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَألَّفَ بَيْنَ قُلوبِٰكُمْ فَأصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخَوَانًا وَكُنتُمْ عَلىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران: 103).

مِّنَ الظُّلمَاتِ إلى النُّورِ

إنَّ مراد الله تعالى من هذه الآية الاعتصام بحبل الله، وهو القرآن الكريم والعروة الوثقى التي تربط الإنسان بخالقه مما يجنّبهم العداوةَ والبغضاءَ ويؤلف بين قلوبهم ليصبحوا إخوانًا، لأنَّـهم سيكونون جميعًا تحت مظلة واحدة وهدف واحد، يتبعون النور الذي أنزله الله على رسوله الذي يحقق لهم الأمن والسلام، حيث يقول سبحانه في وصف قرآنه: «يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ» ( اُلمائدة: 16).

المذاهب المختلفة

إنَّ ظهور المذاهب المختلفة من سُنَّـة وشيعة وغيرهما من المذاهب، كان دافعه السياسة والتمييز وخلق طوائف متعددة، كل طائفة تستند إلى مرجعية ابتدعت روايات ما أنزل الله بها من سلطان، واختلقت أخبارًا وأحاديث منسوبة للرسول- صلى الله عليه وسلم- من أجل أن يجعلوها قاعدة لبناء فقه ديني خاص لكل منهم يختلف عن الطائفة الأخرى، مما أدى إلى تفرق المسلمين شيعًا وأحزابًا.

الانصراف عن القرآن

والهدف من ذلك تحقيق غاية أعداء الدين الإسلامي، في جعل الـمسلمين ينصرفون عن القرآن الكريم ليسهل عليهم تفريقهم، وزرع بذور الفتن فيما بيـنهم.

تنافر وصراع

وهكذا أصبح حال المسلمين في تنافر وصراع وقتال إلى العصر الذي نعيشه، حين نشأت فرقٌ جديدة ترفع شعار الإسلام وتغتال قيم الحرية وحقوق الإنسان وترتكب أبشع الجرائم، بِجَز أعناق الأبرياء وتدمير القرى والمدن واغتصاب الأطفال والنساء.

إتباع المنهج الإلهي

يعيثون في الأرض فسادًا ولا يهتمون بحق الإنسان في الحياة، ولم يراعوا أوامر الله في عدم الاعتداء على الناس، ولم يتبعوا ما جاء في أمْر الله بإتباع المنهج الإلهي الذي يدعو إليه سبحانه بقوله: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وْلَاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الْدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرضِ إنَّ اللَّـهَ لا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ) (القصص : ٧٧).

إرهاب وتطرف

هذه أوامر الله للناس جميعًا، فهل اتبعت الفرق الإرهابية أمثال «داعش»، و«الإخوان»، و«النصرة»، و«التكفيـر والهجرة»، و«السلفية»، و«القاعدة»، وغيرهم ممن هم على شاكلتهم ما جاء في المنهج الإلهي في هذه الآية؟

أعمال إجرامية

وهل بمخالفة أوامر الله سبحانه سيدخلون الجنة بأعمالهم الإجرامية؟.. أم سَيُلقَون في جهنم وبئس المصير بما ارتكبوا من الفساد في الأرض عندما لبّوا دعوة الشيطانَ واتبعوه، حَيث يقول الله سبحانه: «وَقالَ الشَّيطاَنُ لمّا قُضِيَ الأمرُ إنَّ اللَّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُم فَأخلَفتُكُم وَمَا كانَ لِيَ عَليَكُم مِن سُلطانٍ إِلَّا أنَّ دَعَوتُكُم فَاستجَبتُم لي فَلَا تَلوموني وَلوموا أنفُسَكُم ما أنا بِمُصرِخِكُم وَما أنتُم بِمُصرِخِيَّ إِنّي كَفَرتُ بِما أشرَكتُمونِ مِن قَبلُ إنَّ الظّالِمينَ لَهُم عَذابٌ أَليمٌ» (إبراهيم:22).

العودة للخطاب الإلهي

فلا سبيل للمسلمين من الخروج من النفق المظلم الذي عشناه ونعيشه اليوم إلا بالعودة للخطاب الإلهي القرآن الكريم نستمد منه النور الذي سيضيء به عقولنا وترتقي معه نفوسنا تمتلئ بالرحمة والمحبة والعدل، نستلهم من كتاب الله سُبُل السلام ونستوعب مراد الله من آياته لخلقه عيشًا هنيئًا وسعيًا مشكورًا وطاعة مقبولة وأجرًا عظيمًا، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من عمل صالحًا واتقى الله واتبع هداه.

مصطلح الخطاب الديني

لذا فإنني أقترح في الوقت الذي يبحث فيه المسلمون تجديد الخطاب الديني بضرورة التوقف عن استخدام مصطلح «الخطاب الديني»، لأنَّ كل مَن هبَّ ودبَّ وجاء برواية أو حكاية أو خرافة اندرجت تحت الخطاب الديني، بينما الأصل الذي يحمل رسالة الإسلام للناس هو الخطاب الإلهي، كلمة الله وآياته.

 الخطاب الديني

فلنفكر جميعًا بأن نستدعي لحظات تاريخية قبل أربعة عشر قرنًا نتصور فيها أنفسنا في حضرة رسول الله- صلى الله عليه وَسَلمْ- يُبَلِغَنا رسالة الله في كتابه المبين، ويتلو علينا القرآنً الكرَيم كما أمرُه اللَه بقوله تعالى: «لقَدْ مَّنَّ اللَّـهْ على المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أنفُسِهِمْ يَتْلو عَليْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ» (آل عمرانّ:164).

اللَّـهُ يَعْصِمُكَ من الناس

فنتلقّى منه- صلى الله عليه وسلم- ما يُنَزّله الله تعالى عليه من آيات كريمة،ونتعلم منه الحكمة، ويوضح لنا ما جاء في كتاب الله من حكم وموعظة وقِيَم، يعلمنا شعائر العبادات من صلاة وزكاة وصوم وحج بيت الله وتشّريعات تبين الحلال والحرام، حيث كلفَه الله بمسؤولية إبلاغ الناس كافةً بالمنهج الإلهي بقولهَ تعالى: ﴿يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِغْ مَا أنزِلَ إِليْكَ مِنْ رَّبِّكَ وْإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ﴾ (المائدة: 76).

وقوله تعالى: ﴿فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما عَليكَ البَلاغُ المبُيـنُ﴾ (النحل: 82).

البلاغ للرسول والحساب لله

وقوله تعالى: (وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ) (الرعد:40)

فنظلّ نستمع إلى ما يتلوه علينا رسولُ الله- صلى الله عليه وسلّم- آيات من القرآن الكريم ويُفسّر لنا مقاصدها التي تدعو الناس لما يصلحهم ويحقّق لهم المنفعة والأمن والسلام في لحظات لم تكن تلوثت بمذاهب ولم تكن فيها طوائف وفرق متصارعة.

استنتاجات بشرية

نتعلم منه- عليه الصلاة والسلام- منهج الخطاب الإلهي الذي يأمر عباده بإتباع القرآن وعدم الاعتماد على استنتاجات بشرية نسبت إلى الصحابة أو غيرهم ممن نَصَّبوا أنفسهم أهلَ العلم والًمعرفة وعلماء الدين وشيوخ الإسلام، فلا يوجد شيوخ للإسلام ولا أئمة ولا كهنة ولا أحبار، بل عباد لله مخلصين له الدين يتبعون رسولاً كريمًا، حيث قال تعالى: «اتَّبِعوا ما أنزِلَ إِليكُم مِن رَبِّكُم وَلا تَتَّبِعوا مِن دونِهِ أولِياءَ قَليلا ما تَذَكَّرونَ»(الأعراف:3).

خطابًا إلهيًّا واحدًا

فلا اجتهادات بشرية أو خطابات دينيّة متعدّدة، بل كان خطابًا إلهيًّا واحدًا ورسولاً وإمامًا واحدًا يتلو على الناس آيات الله ليخرجهم من الظلمات إلى النور، يُعلِمَهم دينهم الذي ارتضى الله لهم ويحذرهم من الابتعاد عن كتاب الله وما جاء به من تشريعات للبشرية تحقّق لهم الأمن في الدنيا والآخرة وتحميهم من عدوان بعضهم على بعض ليعيشوا في رخاء وسلام.

رسالة الإسلام

وبعد ما استلم القيادة من بَعده بعض من صحابته الذين عايشوا النبي أثناء بعثته وحاربوا معه دفاعًا عن رسالة الإسلام،واُستُشهد منهم الكثير دفاعًا عن رسالة الإسلام تلقوا منه ما تلاه عليهم من آيات الذِّكر الحكيم، وتعلموا منه فقه العبادات، ووضَّح لهم التشريعات وأهداف المنهج الإلهي حتى وفاته صلى الله عليه وسلم.

*************

تعريف بالكاتب

شعل المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي ،منصب المدير الأسبق لديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية، ورئيس مؤسسة رسالة السلام العالمية، الكاتب لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وينفذ مشروع عربي لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام التي أدت إلى انتشار التطرف والإرهاب والعنف الذي يُمَارَس باِسم الدين،وقدم الكاتب للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني وانعكاسه على الواقع العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى