قرية جميع سكانها من النساء فقط وتحظر دخول الرجال منذ 33 عاماً
وتزايد أعداد سكانها من النساء منذ ذلك الحين حيث أصبحت ملجأ يرحب بالنساء الهاربات من الزواج المسيء، وختان الإناث، وضحايا الاغتصاب، وغير ذلك من أشكال الاعتداء، حتى إن بعض النساء اللاتي مات أزواجهن وجدن العزاء هنا وراحة البال.
عندما اكتشف المصور الغاني بول نينسون هذه القصة الحقيقة عن نساء أموجا قرر الذهاب إلى كينيا لتصوير هذه القرية، ويرجع ذلك جزئياً – كما يعتقد – إلى أنه يشعر بأن مثل هذه القصص «بحاجة إلى روايتها من منظور (إفريقي)». ومع عدم وجود اتصال مسبق مع النساء، قام برحلة لتلك القرية.
يقول المصور إن هذه القرية المكتفية ذاتياً هي موطن لنحو 50 عائلة مكونة من نساء وأطفالهن، وتتولى بعض النساء تثقيف السكان حول حقوق المرأة والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ولا يُسمح لأي ذكر من أبناء النساء بالعيش في القرية عند بلوغه سن 18 عاماً، بعد ذلك يخرج من القرية نهائياً ولا يعود إليها. ويقول نينسون إن الوصول إلى هناك كان صعباً للغاية، ولم يرحب به أي فرد من القرية إلا بعد توضيح الغرض من زيارته، مضيفاً أنهن كن «سعداء جداً» عندما أطلعهن على الصور التي التقطها.
نمط حياة أولئك الذين يعيشون هناك متواضع، حيث تعمل النساء للحصول على الغذاء والموارد التعليمية لأطفال القرية ولأنفسهن أيضاً. وتقع القرية على بعد نحو كيلومتر واحد من موقع تخييم يقيم فيه العديد من السياح الذين يزورون محمية ماساي مارا للحياة البرية الشهيرة، ويُفرض على السياح الذين يرغبون في زيارة أموجا رسوم دخول صغيرة، ويمكنهم شراء المشغولات المصنوعة من الخرز، وغيرها من الحرف اليدوية التي تصنعها النساء.
«قرية بلا رجال».. هي واحدة من العديد من سلسلة التصوير الفوتوغرافي لنينسون، الذي قال إنه يهدف منها إلى التقاط الصور التي «ترفع الوعي حول القضايا الاجتماعية أو البيئية أو السياسية، وتلهم الناس لاتخاذ إجراءات، وإثارة التفكير والمناقشة حول موضوعات مهمة».
في القرية تنتشر الأكواخ التقليدية المعروفة باسم مانياتاس، وفي المساء تضج ساحات القرية بالحياة، حيث تجلس النساء خارج الأكواخ في الحصير للحديث عن يومهن، بينما يطهون الفول والذرة في أوانٍ كبيرة، وينتشر الأطفال في الساحة للعب. تقول الفتاة ليربورا: «لقد نشأت محاطة بالعديد من النساء». وتضيف: «الأمر يشبه وجود أمهات مختلفات من حولك». وفي بعض الأحيان يغني النساء ويرقصن على الأغاني التقليدية، وفي أوقات أخرى ينشغلن بصنع قلادات الخرز المستديرة التي تعد علامة تجارية بين نساء سامبورو، والتي يبعنها لكسب المال.
تقول ليربورا: «بمجرد بيع القلائد تستلم أمهات القرية المال، الذي يخصصن جزءاً منه للطعام، والبقية تخصص لأغراض التعليم خصوصاً تعليم الفتيات الصغيرات». وبالإضافة إلى بيع القلائد تحصل النساء على دخل من خلال إدارة موقع تخييم للسياح الذين يذهبون في رحلات السفاري إلى محمية سامبورو الوطنية القريبة.
في ثقافة لا تؤمن بتعليم المرأة، تعتبر ليربورا واحدة من النماذج المثالية في القرية، حيث إنها في الصف الـ11 في مدرسة ثانوية قريبة من القرية، وتأمل أن تصبح معلمة. تقول: «لو لم آتي إلى هنا، لم أكن لأعرف كيف ستكون حياتي». وتضيف: «ربما كنت قد تزوجت وأصبحت زوجة ثانية أو ثالثة لرجل أكبر سناً، لقد ربتني هؤلاء النساء، وسمحن لي بالحصول على التعليم وتحدين كل هذه التقاليد».