فن التشكيل بأقلام الماركرز..بأيدي فنانة سعودية
عبرت الفنانة السعودية مريم الشملاوي خلال رحلتها الفنية عن موهبة ملهمة تنبض بالحياة والإبداع بأقلام الماركرز وأوراق الذهب ورذاذ البخاخات، والتي جسدت من خلالها خيال الحلم بطريقة تعبر عن عوالم ملونة مليئة بالعواطف والتجارب الإنسانية.
و وفقا لتصريحاتها :الفن هو شغف رافقني منذ طفولتي ونما وتطور وكبر حبه بداخلي ومعي خطوة بخطوة، فقد كنتُ طفلة لعبتها المحببة الفن الحر ووسيلتها للتعبير بهدوء، فقد عشقت الرسم منذ تعلمت أن أمسك قلمًا، وكبر معي شغفي للرسم عامًا بعد عام، وبدأت بعدها بتجربة مختلف المدارس والأساليب الفنية، واستكشاف الخامات حتى صنعت لي عالمي الملون بألوان المدرسة التعبيرية، فقد وجدتها الأقرب لي ولروحي والأكثر تعبيرًا عني.
وأضافت: “ما يميز لوحاتي الفنية، أنها تركز على المرأة وقضاياها من خلال المدرسة التعبيرية، إذ تتميز التعبيرية بالألوان الجريئة وضربات الفرشاة التي لا تعكس الواقع الكلاسيكي، بل تبرز الهوية والكينونة، وتعبر عن الذات، وتصور تجارب المرأة الداخلية ونضالاتها وعواطفها وردود فعلها حول القضايا الاجتماعية، وما يدور حولها، والعمق النفسي في رحلة لاستكشاف الحالات النفسية المعقدة وليبرز الوجه الأنثوي بشعور جديد هو مزيج بين الواقعية والتعبيرية، لذا أعتقد أن ما يجعل لوحاتي متفردة هو أنها تحمل المتلقي على أجنحة رحلة من الشعور لاستكشاف عميق للنفس ومؤثر تجاه المواضيع المختلفة.
وتابعت الحديث الشملاوي: أتبع المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي وهي مدرسة شعور وتعبير عن الأحاسيس الإنسانية وبألوان الأكريليك على بياض الكانفس، أمزج واقعي بخيال الحلم وبأقلام الماركرز وأوراق الذهب ورذاذ البخاخات، وبعض من الكولاج، وأحدد ملامح عالم أقل صخبًا وأعلى رونقًا، وأركز بشكل خاص على مشاعر المرأة، وأستعين بوجوههن وملامحهن للتعمق في المشاعر والتجارب الحياتية الدقيقة التي تواجهها النساء، لذا أستخدم الوجوه الأنثوية كعنصر أساسي في لوحاتي، لأبرز العديد من الأحاسيس فتتيح لي الملامح والألوان المرونة والقدرة على تصوير مجموعة من المشاعر، كدلالات تقود المتلقي عبر اللغة البصرية إلى أدق تفاصيل ما لا تقوله الأنثى من الفرح والحب إلى الحزن والأمل وغيرها.
واستطردت القول: بدأت من طفولتي بدعم من عائلتي وبالأخص من والدي المحب لروحه السلام، ثم دعمت موهبتي بدورات فنية وكللتها بمعارض شخصية، ومازلت أبحر في رحلتي الفنية باحثة عن بر السلام محملة بأمتعة الشعور وبأحلامي الصغيرة ومسافرة مع نفسي بين أمواج الحياة.
وأضافت: نحن نشهد حراكًا فنيًا ذلل الكثير من العقبات التي طالما عانى منها الفنانون سابقًا، كما أننا وصلنا لمرحلة من الوعي المجتمعي بأن الشعوب ترتقي بمبدعيها ومثقفيها.
وعن سبب التركيز على فن البورتريه قالت: إن العيون مغاريف القلوب، بها يعرف ما في القلوب وإن لم يتكلم صاحبها. لوحاتي هي مشاعر تتجسد في ملامح أكثر من أنها مجرد وجوه وملامح مرسومة كبورتريه واقعي.
وقالت: حاليًا أنا في طور التحضير لمعرضي المقبل، والذي أعتبره أكثر من مجرد فرصة لعرض أعمالي فحسب، بل فرصة للتعبير عن نفسي ومشاعري والعواطف الإنسانية التي تحرك إبداعي وإيصالها للمجتمع الفني، كما أهدف من خلاله إلى التواصل مع المتلقين على مستوى عميق، واستكشاف أعماق تجاربنا، إذ أطمح إلى ترك بصمة فنية في الفن العربي والسعودي النابض بالحياة والمبشر بمستقبل فني وثقافي واعد ومتألق، فنحن نعيش اليوم ضمن مشهد غني بالمبدعين والنجوم الذين يتألقون بفنهم وثقافتهم.