برنامج الأغذية العالمي يتوقع معاناة 2.5 مليون سوداني من الجوع بسبب الصراع
هزت انفجارات قوية الخرطوم، صباح أمس، في اليوم الـ26 للنزاع على السلطة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع من دون التوصل لاتفاق بين مفاوضي الطرفين في جدة. في الأثناء حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من احتمال حدوث زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع مع استمرار العنف والاقتتال.
وتفصيلاً، قال شهود إن المعارك تصاعدت في العاصمة السودانية الخرطوم وسط اشتباكات عنيفة وضربات جوية، فيما يواصل وفدان يمثلان الجيش وقوات الدعم السريع محادثات في السعودية بهدف تثبيت وقف لإطلاق النار والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية.
وتحدث سكان عن مواجهات على الأرض في أحياء
عدة بالخرطوم بين طرفي الصراع وتبادل كثيف لإطلاق النيران شمال أم درمان وشرق بحري، وهما مدينتان يفصلهما نهر النيل عن الخرطوم.
وقال واحد من سكان حي شمبات بمدينة بحري: «ضرب شديد من الساعة 6:30 صباحاً.. طيران وآر بي جي.. نحن مستلقون على الأرض».
وقال أحد سكان مدينة أم درمان شمال غرب الخرطوم لوكالة «فرانس برس»: «أيقظتنا الانفجارات ونيران المدفعية الثقيلة». وتحدث شهود آخرون في مناطق متفرقة من العاصمة عن دوي انفجارين كبيرين في أنحاء المدينة.
وتحصنت قوات الدعم السريع داخل أحياء الخرطوم منذ بدء المعارك، وأقامت نقاط تفتيش، واحتلت مباني حكومية، ونشرت قناصة على أسطح المنازل.
ويحاول الجيش طردها باستخدام الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة.
وقالت قوات الدعم السريع، أمس، إن القصر الرئاسي التاريخي في وسط الخرطوم، الذي له أهمية رمزية ويقع في منطقة استراتيجية تقول قوات الدعم السريع إنها تسيطر عليها، تعرض لضربة جوية، وهو ما نفاه الجيش.
وتُظهر لقطات صورتها طائرة مسيرة، أمس، وتحققت منها «رويترز» المبنى المعروف باسم القصر الجمهوري القديم سليماً على ما يبدو، رغم ظهور دخان يتصاعد من الطرف الجنوبي الشرقي لمجمع القصر.
ويأتي استمرار الاشتباكات بينما يعقد وفدا الجيش وقوات الدعم السريع اجتماعات منذ أيام برعاية الولايات المتحدة والسعودية في مدينة جدة.
وتهدف المفاوضات إلى تثبيت هدنة فعلية والسماح بوصول عمال الإغاثة وإمداداتها بعد أن أخفقت إعلانات متكررة عن وقف إطلاق النار في وقف القتال، الأمر الذي جعل الملايين محاصرين في منازلهم ومناطقهم.
وقال دبلوماسي غربي مطلع على المحادثات في جدة، إن الطرفين لم يتوصلا بعد إلى نتائج ملموسة لكن الوسطاء يعتزمون مواصلة جهودهم حتى يتمكنوا من تحقيق نتيجة.
وذكر الدبلوماسي أنه كانت هناك «أجواء صعبة» في بداية المحادثات، وكان الوسطاء يحاولون إبقاء تركيز الوفدين على وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية بدلاً من القضايا السياسية الأوسع.
وتسبب الصراع في أزمة إنسانية في ثالث أكبر دولة في إفريقيا وأدى لنزوح أكثر من 700 ألف شخص داخل البلاد، فضلاً عن فرار 150 ألفاً لدول الجوار. كما أثار اضطرابات في منطقة دارفور بغرب البلاد.
وتفيد أحدث حصيلة للقتلى من منظمة الصحة العالمية بأن القتال خلف أكثر من 600 قتيل و5000 جريح رغم الاعتقاد بأن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.
وقال شهود إنهم رأوا جثثاً متناثرة في الشوارع. وتعطل العمل في المستشفيات وأدى انهيار القانون والنظام إلى انتشار أعمال النهب. وبدأت إمدادات الوقود والغذاء تنفد.
وتوقع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان، أمس، أن يعاني ما يصل إلى 2.5 مليون سوداني من الجوع في الأشهر المقبلة بسبب الصراع الحالي.
وأضاف البيان أن «هذا سيرفع انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان إلى مستويات قياسية مع تضرر أكثر من 19 مليون شخص، أي خمسي عدد السكان».
وقال برنامج الأغذية العالمي إن الأزمة تتسبب أيضاً في انعدام الأمن الغذائي، مشيراً إلى أن أسعار المواد الغذائية آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء البلاد.
ومن المتوقع حدوث أكبر زيادة في انعدام الأمن الغذائي في ولايات غرب دارفور وغرب كردفان والنيل الأزرق والبحر الأحمر وشمال دارفور.
وقال البيان إنه من المتوقع أن ترتفع أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 25٪ في الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة.