مصر القوية.. وطيران العالم في سماء العلمين

بقلم: د. نرمين توكل

إنها مصر، مصر القوية التي تلفت أنظار العالم بأسره. في سماء مدينة العلمين الواعدة، شهدنا حضور طيران من أكثر من 100 دولة في حدث غير مسبوق. ما هذا الإبهار! حيث استضافت مصر فعاليات معرضها الدولي الأول للطيران والفضاء في مدينة العلمين الجديدة، خلال الفترة التي امتدت حتى 5 سبتمبر 2024. المعرض نظمته وزارة الطيران المدني بالتعاون مع قطاعات الطيران والشركات التابعة لها، وتم افتتاحه برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة.

إقامة هذا المعرض في مدينة العلمين الجديدة لم تسلط الضوء فقط على التطور السريع الذي تشهده مصر في مجالات الطيران المدني والعسكري، بل أبرزت أيضًا الموقع الاستراتيجي الهام الذي تتمتع به مصر بفضل استقرارها الأمني. جذب المعرض انتباه دول العالم إلى أهمية موقع مصر ومكانتها كوجهة رئيسية للطيران المدني. كما كان للمعرض تأثير إيجابي على السياحة الداخلية والسياحة الساحلية، حيث توافد عدد كبير من المصطافين والسائحين لحضوره.

من أبرز مكاسب هذا المعرض هو تعزيز مكانة مصر في قطاع الطيران. أتاح المعرض الفرصة لعرض أحدث الطرازات من الطائرات وتنظيم عروض جوية عالمية مذهلة. كما وفر منصة لتعاون دولي في مختلف الصناعات المرتبطة بالطيران، الفضاء، والدفاع. حضر المعرض عدد كبير من القادة والخبراء وممثلي وكالات الفضاء الدولية، مما عزز مكانة مصر كوجهة استثمارية واستراتيجية في هذا القطاع.

حققت وزارة الطيران المدني نجاحًا بارزًا في تنظيم هذا الحدث في فترة زمنية قصيرة، برئاسة وزير الطيران المدني. ساهمت جهود الوزارة في استقطاب أكثر من 300 شركة دولية للمشاركة في المعرض، بما في ذلك أبرز مصنعي الطائرات مثل: بوينغ، إيرباص، لوكهيد مارتن، داسو للطيران، وإمبراير. كما شاركت شركات أخرى متخصصة في تكنولوجيا الفضاء والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية من دول كبرى مثل الولايات المتحدة، فرنسا، والصين.

هذا الحدث لم يكن مجرد معرض للطيران فحسب، بل مثل فرصة ذهبية لتعزيز العلاقات الدولية وتوقيع اتفاقيات تعاون مستقبلية. كما ساهم المعرض في تطوير البنية التحتية، بما يعزز من قدرة مصر على استقبال المزيد من الطائرات الحديثة والرحلات الجوية. تنظيم حركة الطيران بمطار العلمين الدولي خلال فترة المعرض شهد احترافية عالية من فرق العروض الجوية العالمية، مما أتاح فرصة للاطلاع على أحدث التطورات في صناعة الطيران والفضاء.

من جهة أخرى، قدم المعرض فرصة للشركات المصرية لعرض منتجاتها الوطنية المتطورة، ما يفتح آفاقًا لتصدير هذه المنتجات وتوسيع التعاون مع الشركاء الدوليين. كما وفر المعرض ساحة لاكتساب الخبرات في التفاوض الدولي وتعزيز القدرات الوطنية.

ومع الارتباط الوثيق بين قطاع الطيران والسياحة، ساهم المعرض في تعزيز مكانة مصر كساحة رئيسية لسياحة المؤتمرات والمعارض. جذب المعرض ليس فقط الشركات والعارضين، بل أيضًا الزوار والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز من صورة مصر كمركز للسياحة الدولية ويجذب المزيد من السائحين والمستثمرين، ويدعم التبادل الثقافي والاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة، مما يساهم في دعم الاقتصاد المصري.