لين ضاهر.. تحاكي الإنسانية بوثائقي يشارك فيه رموز عربية بينهم قرداحي
القاهرة – تقرير – محمد فتحي الشريف
وثائقي يرصد الفقر والجوع
في ظل تنامي ظاهرة العنف والتطرف، التي خلفت ضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ وأهدرت مقدرات مجتمعات، وأصبحت العديد من الدول النامية تعاني من الفقر والجوع والمرض والعوز وصلت إلى درجات غير مسبوقة في الوطن العربي، والتي قدمتها الإعلامية اللبنانية والباحثة في الشؤون الإنسانية وسفيرة السلام لين ضاهر من خلال فيلم وثائقي مقتضب شارك فيه بالحديث عدد من الرموز العربية في مجالات إعلامية وبحثية وسياسية وفكرية.
أعداء السلام والإنسانية
كان هذا العمل الوثائقي موجها ضد أعداء السلام والإنسانية، إذ تم توجيه رسالة مباشرة لهؤلاء المتغطرسين في الأرض صانعي الشر في العالم الذين اغتالوا الإنسانية، عندما اغتال الكيان الصهيوني الغاشم الصحفية والإعلامية شيرين أبو عاقلة وهي تؤدي رسالتها، وهو ما دفع صناع العمل وخاصة الإعلامية لين ضاهر أن تهديه إلى روحها.
سارقو الفرحة
الفيلم الوثائقي بدأ بمشهد غاية في الصعوبة، يحمل كل معاني التطرف والعنف، إذ تحول مشهد الفرحة والسرور إلى الحزن والرعب، وهذا المشهد احتوى على احتفال (زفاف) بين شاب وفتاة مقبلين على تكوين أسرة وبداية حياة، وفي وسط الفرحة والبهجة تمتد أيدي أعداء الإنسانية لتحول المشهد من فرح إلى دم ودموع وأشلاء تتطاير وفرحة تموت.
أطفال قتلهم الفقر والمرض
وكانت مشاهد الفيلم التالية أكثر تأثيرا وصعوبة على النفس البشرية، إذ كانت تحتوي على مشاهد صعبة عندما تشاهد بكاء الأطفال الذين قتلهم الفقر والمرض والجوع، ثم وضع صناع العمل أسباب ذلك من خلال الكلمات المؤثرة للمتحدثين من النخب العربية.
جفت الدموع
عندما يتوقف البكاء وتجف الدموع بسبب الوضع العربي المتأزم الذي تسبب فيه التطرف والعنف من هؤلاء الصهاينة والذين يسيرون على دربهم من المتطرفين الذين عبثوا بالإنسانية وأعطوا ظهورهم للتعايش والسلام.
صرخة مكتومة
من وجهة نظري هذا العمل يمثل صرخة مكتومة تحتاج إلى المزيد من الصرخات حتى تلين قلوب قادة الفتن وأعداء الإنسانية، وإن كنت أشك في ذلك فهم صموا آذانهم وأغلقوا عقولهم وقلوبهم، ولن يثنيهم عن عملهم إلا تدشين حملات لرفع الوعي وتكرار الصرخات حتى يتم إيقاظ العالم وتعي الشعوب أهمية السلام.
حرب تلد أخرى
المجتمعات الإنسانية اليوم وصلت إلى درجة غير مقبولة في الصراعات حتى وصلنا إلى درجة أن الحرب تلد أخرى، والإنسان الذي يعيش داخل دائرة الصراع هو وحده من يدفع الثمن باهظا من الأموال والأنفس.
اختلاف الدين والثقافة
إن اختلاف الثقافة والدين والعرق مع تزايد وتيرة التحريض يعد أحد الأسباب التي يتم اتخاذها لسفك الدماء تحت مبررات الاختلاف، حتى أن أبناء الدين الواحد يتقاتلون بسبب المذهبية والطائفية بعد أن انحرفوا عن الطريق القويم.
ركائز التعايش
وتبقى الركائز الأساسية للتعايش غائبة ومغيبة، فالجميع يقع تحت طائلة الإخوة في الإنسانية فكلنا نعود إلى آدم، ويحق لنا العيش بسلام وأن نتشارك في إعمار الأرض بالخير والمحبة والسلام.
المفهوم الصحيح للدين
حتى أننا إذا احتكمنا إلى الدين الإسلامي بمفهومه الصحيح نجد أن الخطاب الإلهي الصحيح الذي جاء في القرآن الكريم يدعو إلى الرحمة والعدل وتفعيل الإنسانية وتقبل الآخر والمشاركة في التعايش والوئام والرحمة، بعيدا عن الخطاب الديني المغلوط، فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم أول من دعا إلى الرحمة والسلام، وكانت دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة.
إيقاظ الضمائر
أتمنى أن يكون هذا العمل بداية لسلسلة من الأعمال التي توقظ ضمائر الإنسانية بعيدا عن الخطابات الدينية المغلوطة التي تدعو إلى الكراهية والعنف والتطرف ورفض الآخر، نريد فقط خطاب سلام وتعايش من أجل الإنسانية.
رسالة سلام
وفي النهاية أدعو كل القيادات الإعلامية في الوطن العربي أن ينتهجوا نهج الزميلة لين ضاهر في تقديم إعلام يحاكي الإنسانية حتى يعم السلام الأرض.. إنها دعوة ورسالة سلام تستحق المساندة.
مشاركة مميزة لنخب عربية
جدير بالذكر أن العمل الوثائقي الإبداعي الذي قدمته الإعلامية لينا ضاهر جاء في شكل أوبريت لإيقاظ الإنسانية، بمشاركة نخبة من قادة الرأي في الوطن العربي، وهو ما أشرت إليه في مطلع حديثي، إذ شاركها الإعلامي والوزير اللبناني السابق جورج قرداحي والمستشار الإعلامي الدولي ومستشار ولي العهد القطري، والدكتور صقر آل عبدالله وهو مستشار سابق بوزارة الخارجية البحرينية ومدير مكتب ولي العهد البحريني الأسبق الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، وأيضا المستشار عبدالرحمن الباري، مقدم برامج رياضية، وعدد كبير من الشخصيات البارزة في المجتمع العربي.