عاصفة شتوية قوية تتسبب في قطع الكهرباء في 23 ولاية أميركية
ضربت عاصفة شتوية قوية معظم أنحاء الولايات المتحدة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في أكثر من 20 ولاية، وإلغاء 6000 رحلة جوية في أرجاء البلاد، وإغلاق المدارس والمكاتب العامة، وتعطيل حركة المرور على الطرق، والتهديد بتأخير تسليم الطرود في موسم العطلات. وفيما حرمت الثلوج الكثيفة نصف مليون أسرة من الكهرباء في كوريا الجنوبية، اجتاحت كندا عاصفة شتوية، تتسبب في إلغاء رحلات الطيران قبيل عيد الميلاد.
وتفصيلاً، نقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية القول، إنه منذ الصباح الباكر، الجمعة، تعرض أكثر من 200 مليون شخص في نحو 60% من أرجاء البلاد لظروف الطقس الشتوي القاسي.
وقالت الهيئة إن من المقرر أن تغطي الثلوج الكثيفة منطقة البحيرات العظمى، وأجزاء من شمال ولاية نيويورك ونيو إنغلاند، مع موجة من البرد القارس تتجه نحو ولاية بنسلفانيا وجبال الأبلاش، وهي سلسلة جبلية واسعة تمتد في البقاع الشرقية من قارة أميركا الشمالية على موازاة شواطئ المحيط الأطلسي.
وقال ريتش أوتو، وهو خبير أرصاد جوية في المركز الأميركي للتنبؤ بالطقس: «إنها عاصفة كبيرة جداً، ومنتشرة على نطاق واسع.. إنها عاصفة من النوع الذي يحدث كل 20 إلى 30 عاماً».
ووصفت وكالات الأرصاد الجوية الأميركية العاصفة بـ«التاريخية»، حيث تخللها تساقط كثيف للثلوج، وهبات رياح قطبية، وانخفاض في درجات الحرارة إلى 48 دون الصفر في بعض الأماكن.
وأطلقت تحذيرات وإرشادات لأكثر من 240 مليون شخص أو 70% من الأميركيين في الولايات المتحدة.
وأدت هذه الظاهرة إلى فوضى في قطاع النقل، بينما اجتاح ملايين الأميركيين الطرق والمطارات للسفر في موسم أعياد نهاية السنة.
وحرم نحو 1.5 مليون منزل من الكهرباء، الجمعة، خصوصاً في كارولاينا الشمالية ومين وفرجينيا، حسب الموقع الإلكتروني المتخصص «باور-اوتيج. يو اس». وحتى مساء الجمعة، كان نحو مليون من هذه المنازل بلا كهرباء.
وضربت العاصفة مساحة واسعة تمتد من الحدود الكندية في الشمال إلى الحدود المكسيكية في الجنوب.
وأعلنت ولايات عدة حالة الطوارئ، بينها نيويورك وأوكلاهوما وكنتاكي وجورجيا وكارولاينا الشمالية. وكانت الرؤية فيها شبه معدومة، بينما أصبحت الطرق فيها خطرة جداً، بسبب الصقيع والجليد.
وقال حاكم ولاية كنتاكي آندي بيشير في تصريحات لشبكة «سي إن إن»، محذراً إنه يجب البقاء في المنازل، وعدم المجازفة على الطرق. وأكد أن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم على طرق كنتاكي.
وهذه العاصفة النادرة في شدتها، نجمت عن تصادم كتلتين هوائيتين، إحداهما شديدة البرودة من القطب الشمالي، والأخرى مدارية من خليج المكسيك، تفاقمت بسبب انخفاض الضغط الجوي بسرعة كبيرة في أقل من 24 ساعة.
وقالت إدارة الأرصاد الجوية في بافالو إن هذا النوع من العواصف يحدث مرة واحدة فقط في كل جيل.
ويتوقع أن تتسبب العاصفة الثلجية التي اجتاحت معظم أنحاء الولايات المتحدة، في جعل ليلة عيد ميلاد الأكثر برودة على الإطلاق في مدن عدة من بنسلفانيا إلى فلوريدا.
وفي كوريا الجنوبية، تسببت الثلوج الكثيفة في إقليمي جولا وتشونغ تشونغ وجزيرة جيجو في إلحاق أضرار بـ152 منشأة، وانقطاع الكهرباء عن 567 أسرة، طبقاً لتقديرات أولية.
وذكرت وزارة الداخلية أنه لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا نتيجة لتساقط الثلوج بكثافة وموجة البرد، لكن لحقت أضرار بعشرات من المباني الزراعية والمنازل والمتاجر، طبقاً لما ذكرته شبكة «كيه.بي.إس.وورلد» الإذاعية الكورية الجنوبية.
وحدث انقطاع للتيار الكهربائي أيضاً في أقاليم بيونغ تشانغ وونجو في إقليم جانجون، الجمعة، ما أضر بمئات الأسر، بينما على الطرق وردت أنباء عن وقوع 44 حادثاً مرورياً.
وتسببت الرياح القوية والأمطار الجليدية والتساقط الكثيف للثلوج في إغلاق المدارس في كندا، وقطع الكهرباء عن المنازل، وإلغاء العديد من الرحلات الجوية، بعد اجتياح عاصفة شتوية عاتية جميع أنحاء البلاد، ما دفع السلطات الكندية إلى حث المواطنين على البقاء في منازلهم قبل أن تسوء الأحوال الجوية بشكل أكبر.
وقال خبير الأرصاد الجوية، ستيف فليسفيدير، بوزارة البيئة الكندية، إن من المتوقع أن تؤثر العاصفة على نحو ثلثي المواطنين الكنديين مع عبورها أكثر منطقتين اكتظاظاً بالسكان في البلاد، هما أونتاريو وكيبيك، في طريقها إلى المناطق المطلة على الأطلسي.
وألغت شركة «وست جيت إيرلاينز»، ثاني أكبر شركات الطيران في كندا، استباقياً، جميع رحلاتها في مطارات تورونتو وأوتاوا وكيبيك، بسبب سوء الأحوال الجوية. وحذرت أيضاً أكبر شركات الطيران الكندية «إير كندا» من عمليات تأخير وإلغاء.