د. مصطفى النشار: مشروع الشرفاء الحمادي يساهم في بناء دولة قوية.. إعادة الفلسفة مرة أخرى للعمل لأنها أصل الأفكار
2025/01/26 1:39:14 مساءً
القاهرة – متابعات
أكد الدكتور مصطفى النشار، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية، أنه عندما تنتشر بين الناس قيم الرحمة والعدل والحرية يسود الأمن والسلم المجتمعي، مشددًا على أن سرعة وكيفية اتخاذ القرار لحل أي طارئ لهما دور مهم ومحوري في بناء الدول، “كما أن تحلي الأفراد بالأخلاق وإنكار الذات وتقديم التضحيات يعدّ سلوكًا مثاليًا يساعدنا في بناء أمة عظيمة”.
اقتراحات الشرفاء من منطلق خبرة
وأشاد النشار بالمشروع الفكري للمفكر العربي الكبير على الشرفاء الحمادي، وما يتضمنه من أطر واقتراحات نابعة من تراكم الخبرات وتستهدف بناء دول قوية ترتكز على قيم سليمة راسخة مستمدة من آيات القرآن الكريم.
إسعاد الشعوب
وأضاف النشار أن إسعاد الشعوب وبناء الدول وجعلها في مصاف البلدان المتقدمة، كلها أمور ليست بالهينة وتحتاج إلى جهود عظيمة من الراعي والرعية، فكل فرد في المجتمع سواء كان قياده أو مواطنًا عاديًا عليه مسؤوليات وواجبات في مسيرة البناء والتعمير، فاليد الواحدة لا تصفق، وعلى الجميع أن يعلي من شأن الدولة على شأن الأفراد والمصالح.
العبقرية الفكرية للشيخ زايد
وتابع أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، أنه “ليس بخافٍ على أحد أننا نتحدث حتى يومنا هذا عن حكمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونتحدث عن دوره التاريخيّ وجهوده الكبيرة في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة من العدم، حتى نهضت وتقدمت وأصبحت في مصاف الدول العظمى بما فيها من نهضة لا يستطيع أحد نكرانها، دولة اهتم فيها الشيخ زايد ببناء الإنسان في المقام الأول، وقبل أن يبني أي شيء آخر أدرك أن الإنسان هو أساس الحضارة وضمانة للبقاء واستمرار البناء والنهوض”.
حلم الشيخ زايد
وتابع: “رغم أن الشيخ زايد آل نهيان كان رجلًا بسيطًا فإنه كان فطنًا ذكيًا، صاحب فكر ورؤية وفكر عميق له أبعاد استراتيجية حكيمة تهتم بالوحدة والقومية والعزة والكرامة، فقد كان من ضمن أحلامه وطموحاته أن يحول الخليج كله إلى دولة واحدة مترابطة تقدر على مواجهة أي عواصف معادية بما لدى الخليج من ثروات وخيرات وخبرات ورجال وكوادر يمكنها صنع المستحيل، كان يحلم بتشكيل اتحاد عربي واحد يضم كل الدول العربية وتتجمع فيها المقومات والخيرات والثروات، لتكون خير أمة تخرج إلى الناس، ولكن للأسف لم يمهله القدر لتحقيق أحلامه القومية والعروبية”.
وحدة العرب
وتابع النشار أن الفكر الإبداعي وإرساء قيم العدالة والمواطنة أسس مهمة في بناء الدولة، وعلى هذا فإن وحدة العرب كانت حلمًا أصبح الآن بعيد المنال في ظل ما نراه ونشاهده من تشرذم وفرقة جراء البعد عن الدين الإسلامي الصحيح ونصوص القرآن الكريم، ذاك النص المقدس المنزل من عند المولي عز وجل.
الدفاع المشترك
وأردف: “كنا نحلم بأن يكون لدينا وزير دفاع عربي واحد لكل الجيوش في الدول العربية، قادر على أن يحركها في أوقات الخطر بما يضمن سلامة الأراضي العربية والحفاظ على السيادة وتخويف وترهيب أعداء العرب، بدلًا مما نحن فيه الآن من استباحة للأرض والعرض وانتهاك للسيادة، فلو كنا أمة واحدة، كلمتنا واحدة وجيوشنا واحدة، ما كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي تقدر على المساس بأراضينا، وما كانت تقدر على العربدة في التراب العربي، تقتل هذا وتسفك دم هذا وتحتل أرض هذا”.
المنهاج الإلهي
واختتم النشار: “أمتنا العربية أحوج الآن إلى العلم والمعرفة والوحدة والأخلاق، وكل ذلك موجود في الدين وفي القرآن الكريم، هو المنجي لنا مما نحن فيه الآن، هو القادر على بناء الدول وفق أسس راسخة قوية تقوم على القانون والعدالة، وهذا هو الأساس الذي يمكن أن نبني عليه مجتمعًا صالحًا كما تحتاج المجتمعات أن تتنفس حرية”.
جدير بالذكر أن مؤسسة “السلام العالمية للأبحاث والتنوير” قد أطلقت (الخميس) الماضي ، بمبنى “أراك” التابع لـ”دار المعارف” بالقاهرة، أولى الفعاليات الفكرية على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 لعام 2025، والتي تستمر حتى يوم 5 فبراير المقبل، إذ تمت مناقشة أطروحة المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، حول “نظرية الدولة المدنية” و”صفات القيادة”، وذلك بحضور كوكبة من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعات والسياسيين، إذ شارك الأستاذ الدكتور عبد الراضي رضوان عميد كلية دار العلوم جامعة القاهرة الأسبق، والأستاذ الدكتور سامي عبد العزيز أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، والأستاذ الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية الأسبق والأستاذ بكلية الحقوق جامعة المنصورة، والأستاذ الدكتور مصطفى النشار أستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية، والأستاذ الدكتور حسن حماد عميد كلية الآداب جامعة الزقازيق الأسبق وأستاذ الفلسفة، والباحث هشام النجار، والدكتور أبو الفضل الإسناوي المدير الإقليمي لمركز “رع” للدراسات السياسية، وأدار الفعالية الباحث محمد فتحي الشريف، رئيس مركز “العرب للأبحاث والدراسات”.
حضور ثقافي متنوع
كما شهدت الفعالية حضور عدد من الباحثين والمفكرين ومسؤولي “رسالة السلام” ومركز “العرب للأبحاث”، إذ حضر الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي، الأمين العام لمؤسسة “رسالة السلام”، والكاتب أسامة إبراهيم رئيس مجلس إدارة مؤسسة “رسالة السلام”، والأستاذ الدكتور محمد السيد عبد الرحمن المرصفي الأستاذ بجامعة بني سويف، والكاتب الصحفي خالد العوامي مدير تحرير “أخبار اليوم”، والكاتب الصحفي سيد أبو اليزيد، رئيس تحرير صحيفة “عقيدتي” الأسبق، والسياسي السوري شكري شيخاني، والكاتب الصحفي حسام أبو العلا رئيس وحدة الدراسات الثقافية بمركز “العرب”، والمستشار الإعلامي بجامعة الدول العربية معتز صلاح الدين، والكاتب الصحفي عبد الغني دياب، المدير التنفيذي لمركز “العرب للأبحاث والدراسات”، واللواء معز الدين السبكي نائب رئيس مركز “العرب”، بالإضافة إلى الباحثين في مركز “العرب” محمد عودة وداليا فوزي ومحمد عبد الله وعلي فوزي، والباحث أحمد شعبان، والباحث إسلام لطفي موقع “التنوير”، والباحث يوسف حسن مؤسسة “رسالة السلام”، وعدد كبير من المهتمين بالبحث والفكر والتنوير.