المعارك تتواصل في العاصمة السودانية ودارفور رغم الهدنة
تواصلت المعارك، أمس، في العاصمة السودانية الخرطوم، وفي إقليم دارفور بغرب البلاد، رغم الإعلان عن تمديد الهدنة في النزاع بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، المستمر منذ منتصف الشهر الجاري، والذي ارتفعت حصيلة ضحاياه إلى قرابة 574 قتيلاً.
وكان الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أعلنا مساء أول من أمس، موافقتهما على تمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة إضافية، وقال مكتب البرهان، إنه تلقى اتصالات لدعم استعادة الهدوء من زعماء إقليميين عدة.
ورغم الاتفاق على تمديد الهدنة، تواصل القتال في الخرطوم، وأفاد شهود بتبادل قصف استخدمت فيه طائرات عسكرية ومدفعية ثقيلة، وذكرت «رويترز» أن ضربات جوية ونيران الدبابات والمدفعية هزت العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، كما تعرضت مدينة بحري المجاورة لقصف عنيف، وسط تبادل الاتهامات بين طرفي الصراع بخرق الهدنة.
وامتد القتال إلى منطقة دارفور، وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، رافينا شامداساني، إن 96 شخصاً، على الأقل، قتلوا في دارفور منذ يوم الإثنين الماضي، في أعمال عنف قبلية أشعلها الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأضافت في إفادة صحافية في جنيف: «من المقلق للغاية إطلاق سراح سجناء أو فرارهم من عدد من السجون، ويساورنا قلق بالغ من احتمال تصاعد العنف في ظل مناخ عام يسوده الإفلات من العقاب».
ويسعى سكان الخرطوم، البالغ عددهم خمسة ملايين إلى الفرار من المدينة التي تشهد انقطاعاً في الماء والكهرباء والاتصالات وأزمة وقود، بالإضافة إلى القصف المتواصل، ووصل عشرات الآلاف من السودانيين إلى دول مجاورة، خصوصاً إثيوبيا ومصر، وتقول الأمم المتحدة إن 270 ألفاً يمكن أن يفروا إلى تشاد وجنوب السودان.
ويغادر الأجانب غالباً عبر البحر من بورتسودان (شرقاً)، أو في طائرات تنطلق من قواعد عسكرية، ووصلت سفينة سعودية مساء الخميس الماضي، إلى جدة حاملة 2744 شخصاً من جنسيات مختلفة أجلتهم الرياض، ونفّذت دول عدة، عمليات إجلاء خلال الأيام الأخيرة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، تعرض إحدى طائراتها العسكرية لإطلاق نار أثناء عملية إجلاء في السودان، وقالت الوزارة في بيان، إن «طائرة من طراز (سي-130) تعرضت لإطلاق نار من أسلحة خفيفة، أثناء الهبوط في مطار بالقرب من العاصمة الخرطوم».
وأضافت أن الطائرة تمكنت من الهبوط بسلام في المطار، دون تسجيل أي إصابات في طاقمها.
ومن جانبه، اتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع، بإطلاق النار على الطائرة، وقال في بيان، إن إطلاق النار تسبب في تضرر خزانات الوقود بالطائرة.