الشرفاء الحمادي يكتب: كيف نجح الأعداء في نشر الريبة والخوف بيننا؟
الكاتب باحث ومفكر، مهتم بالشأن العام العربي والإسلامي وله العديد من المؤلفات والأبحاث المرموقة
الملخص
يصف المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، ما يحدث في وطننا العربي من اضطراب في الفكر وتشتت في المواقف، بأنه مخطط عدواني ينفذ بدقة عالية من خلال تضليل إعلامي يتبنى وجهة النظر الأمريكية ويقضي على المصلحة القومية، ويهدف إلى محو أصالة الأمة وتاريخها العريق وطمس الصفات العربية الأصيلة من شهامة وتمرد على الخوف، إلى حالة من التبلد في المشاعر وتوقف العقل عن التفكير المنطقي والانشغال بالأخطار التي تهددنا، حتى ندخل في دوامة لا قرار لها، التفاصيل في السياق التالي.
التفاصيل
التمرد على الخوف
العقل العربي في حيرة، والفكر مضطرب ومشتت، فكلما أراد المواطن العربي البحث والسؤال عما يجري على الساحة العربية من أحداث غريبة، ليدرك ويفهم ما يتفاعل في نفسه، بين أصالة هذه الأمة وتاريخها في الشهامة والبطولة والتمرد على الخوف من جهة، وبين ما هو واقع يعيشه في كل الأقطار العربية من تبلد في المشاعر وشلل في العقل، وانشغال عما يتهددنا من أخطار حاضرًا ومستقبلًا من جهة أخرى.
وكلما كاد المواطن العربي أن يصل إلى أعماق الأحداث وحقيقتها ودوافعها يجد نفسه وقد دخل في دوامة لا قرار لها، وذلك نتيجة لأساليب التضليل التي تبثها أجهزة الإعلام العربية، نقلًا عن دعايات أجنبية موجهة، أو بيانات عربية تبنت وجهة نظر أمريكية، لا تخدم المصلحة القومية بل تريد للأقطار العربية أن تستمر في غيبوبة الفكر، وتبلد المشاعر حتى تستطيع في وضح النهار أن تستمر في نهب ثروات الأمة العربية واستنزاف خيراتها والتشكيك في قدرتها لتحقق في النهاية أمن إسرائيل الذى تعده الولايات المتحدة الأمريكية فوق مصالح الشعب الأمريكي وفوق كل الاعتبارات.
الحرب النفسية والوسائل الشيطانية
لقد استخدمت قوى القهر والغدر وسائل الإعلام المختلفة والموجهة واستطاعت من خلال تنظيمها المحكم أن تتغلغل في أماكن اتخاذ القرار في أمريكا وأوروبا، فقامت بشن حرب نفسية منظمة تسعى بكل الوسائل الشيطانية إلى أن تجعل القيادات العربية تعيش في جو من الشك والريبة والخوف من بعضهم.
الترويع والتخويف والتشكيك
لقد استطاعت تلك القوى الشريرة أن تستخدم الترويع والتخويف والتشكيك أسلحة تحقق مآربها، وأن تجعل الإرهاب الفكري وسيلة لترسم صورة ذهنية في العقل العربي بأنها الأقرب لنا من أشقائنا، وأنها هي التي تحمي الأنظمة وترعى الأمن وتدعم الاستقرار مما يهددنا من جيراننا، وأنها هي التي تحمي الأنظمة وترعى الأمن وتدعم الاستقرار مما يهددنا من جيراننا، وأنها الأكثر حرصا على مصلحة أمتنا العربية، فالتاريخ يعيد نفسه.
المقال من كتاب (ومضات على الطريق).