الشرفاء الحمادي: الشيخ زايد أول من قطع البترول عن أمريكا والغرب في العاشر من رمضان
شهادة الاستاذ علي الشرفاء الحمادي مدير ديوان الشيخ زايد السابق
الملخص
لقد كان التكاتف العربي خلف مصر في حربها على العدو الصهيوني أحد أسباب النصر الذي تحقق للعرب في مثل هذا اليوم (العاشر من رمضان) والذي وافق السادس من أكتوبر عام 1973، وهنا يتحدث المفكر العربي الأستاذ علي الشرفاء الحمادي عن دور الشيخ زايد رحمه الله في مساندة مصر وقطع البترول عن أمريكا والغرب.. التفاصيل في سياق التصريحات التالية:
الشيخ زايد والبترول
قال المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي مدير ديوان الشيخ زايد أثناء حرب العاشر من رمضان، إن الشيخ زايد رحمه الله هو الذي بادر كأول رئيس دولة عربية اتخذت قرار قطع البترول عن أمريكا والغرب، وكنت أنا شاهد عيان على هذا الحدث التاريخي، حين طلب مني أن أصله بوزير البترول الإماراتي مانع العتيبة أثناء اجتماع أعضاء دول أوابك الدول العربية المصدرة للبترول، قبل أن ينتهي المؤتمر، وبعد ما أوصلته مع الوزير سمعته يعطيه تعليمات بإعلان أمام مؤتمر صحفي في الكويت قرار الشيخ زايد بقطع البترول، وقال قولته المشهورة: إن البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي.
السعودية والبترول
وأضاف (الشرفاء): بعد قرار الشيخ زايد اتخذت المملكة بعد يومين نفس موقف الشيخ زايد، وهذه شهادتي للتاريخ حتى لا يضيع الحق في زحمة فرق النفاق، وليعرف المصريون الموقف المشرف للشيخ زايد، ووقوفه مع أشقائه المصريين ما يؤكد عروبته المخلصة للأمة العربية، ودعمه المالي للقوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر بشهادة الرئيس المرحوم حسني مبارك، عندما قابلته مندوبا من قبل المرحوم الشيخ زايد للتعزية في استشهاد المرحوم الزعيم أنور السادات، حيث أبلغني حينها شكره العميق للشيخ زايد، على دعمه المالي الذي استفادت به القوات الجوية، لتأمين قطع الغيار للطائرات المقاتلة، وموقف الشيخ زايد بقطع البترول قد فتح جبهة واسعة مع الأمريكان والعرب لتحقيق الضغط على إسرائيل للانسحاب من سيناء، منتصرا لمصر، ومشاركا حقيقيا في معركة الشرف العربية.
ضمير الأمة العربية الحي
وتابع مدير ديوان الشيخ زايد حديثه قائلا: وأنا أكتب هذه الأحداث للتاريخ بكل تجرد وإخلاص لرجل عاش عمره يمثل الضمير الحي للأمة العربية، وكان يسعى دوما لتضميد جراح أمته العربية، ومبادراته بالإصلاح بين الأشقاء من أجل تحقيق وحدة الصف العربي، ويؤمن بأن مصر هي الركيزة الأساسية لمستقبل الأمة العربية، والقاعدة الوحيدة لأمنها القومي، والجدير بالذكر أنه قبل قيام إسرائيل بغزو لبنان توجه المرحوم الشيخ زايد لمقابلة الملك خالد لإعادة العلاقات مع مصر، وأن تكون في المواجهة مع العرب لصد العدوان الإسرائيلي الذى سوف تقوم بتنفيذه إسرائيل، بعد أن أبلغ الشيخ زايد ياسر عرفات بأن إسرائيل تبيت نية الغزو، وقد طرح المرحوم موضوع عودة العلاقات العربية مع مصر، لضرورات الأمن القومي، والقوة الوحيدة في العالم القادرة على رد كل أنواع العدوان على الوطن العربي.
عودة مصر للعرب
وأشار (الشرفاء) في هذا الصدد قائلا: إن الشيخ زايد هو الزعيم العربي الوحيد الذي حطم الأغلال التي تعيق عودة مصر للعالم العربي، عندما أعلن بعد انتهاء مؤتمر القمة العربي في عمان في الأردن عودة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية مصر العربية، وأرسل معالي راشد عبدالله وزير خارجية الإمارات حاملا رسالة للمرحوم الرئيس حسني مبارك.
مواقف وطنية
واختتم حديثه قائلا: إن ذلك هو زايد الذي أدرك بوعيه ورؤيته مكانة مصر في قلب الأمة العربية، رحم الله الشيخ زايد، وستظل مواقفه الوطنية المجردة من كل مصالح خاصة أو استغلال سياسي للعلاقات العربية، بل كان يدعو ويناضل من أجل تحقيق التعاون العربي ووحدة الصف بين الأشقاء العرب.