من أفكار الشرفاء الحمادي: القول الفصل في الصلاة على النبي.. وتلك هي سلوكيات الرسول السامية لنجعلها منهج حياة
كل يوم جمعة نطرح ونعالج قضية من أفكار الشرفاء- في بوابة (مصر السعودية) الإخبارية أحد منابر مركز العرب(2030)
في بوابة (مصر السعودية) الإخبارية أحد منابر مركز العرب(2030) للأبحاث والدراسات، نناقش في نهاية الأسبوع (كل جمعة) فكرة بناءة من أفكار الأستاذ علي الشرفاء الحمادي لمعالجة قضايا متنوعة في الدين والسياسة والاجتماع.
مخلص قضية اليوم
قدم المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، طرحا جديدا ومعالجة لمفهوم الركائز والثوابت الأساسية للدين الإسلامي، إذ قال إن الإيمان بالله الواحد الأحد لا شريك له، والإيمان بالرسول محمد خاتم النبيين وكل الأنبياء والرسل، والإيمان بكتاب الله الكريم وقرآنه العظيم، وتطبيق تشريعاته منهاجًا وشريعة، والعمل الصالح، تلك هي أهم مرتكزات الدين الإسلامي الحقيقية، وإن العمل الصالح النافع للناس من أسس الدين التي يجب أن تتوفر في المسلم الحق، وذلك تصديقا لقول الله عز وجل «قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»، فالإيمان بالله واتباع الرسول بالأفعال لابالقول هو جوهر الدينالذي يجب أن يعمل به الناس.
التفاصيل
ثوابت الإسلام
ثوابت الإسلام ما يلي: الإيمان بالله الواحد الأحد لا شريك له، والإيمان بالرسول محمد خاتم النبيين وكل الأنبياء والرسل، والإيمان بكتاب الله الكريم وقرآنه العظيم، وتطبيق تشريعاته منهاجًا وشريعة، والعمل الصالح كما قال سبحانه: «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ» (فصلت: 33).
العمل الصالح
وقوله سبحانه مخاطبًا رسوله: «قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا» (الكهف: 110).
اتباع الرسول
ولو صلى الإنسان على الرسول مليون مرة فلن تنفعه تلك الصلاة، ولن ينفعه يوم القيامة إلا العمل الصالح فلا يضلكم المجرمون، ويوم الحساب يتنصلون منكم وكل سيحاسب على عمله.
سلوكيات الرسول السامية
الصلاة على الرسول إنما تعني اتّباعه في رحمته كما قال سبحانه: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» (الأنبياء: 107)، وتطبيق سلوكياته وأخلاقياته وأسلوبه السامي في التعامل مع أقربائه، وقومه وأفراد مجتمعه بالحسنى والعدل والإحسان، ورفض العدوان ومساعدة المظلوم، ومد يده للفقراء والمساكين.
صفات المؤمنين
ويطبّق عليه السلام صفات المؤمنين التي ذكرتها آيات القرآن الكريم، والتي تعرف الناس على سنته الحقيقية من عمل صالح، وقيم نبيلة وأخلاق كريمة، فمن يرد أن يصلي على النبي فالله يأمره بالتأسي بأخلاقه وصفاته، ذلك هو معنى الصلاة على النبي، وليست كلمات ينطق بها الإنسان وكفى الله المؤمنين القتال، لأن اتباع الرسول في رحمته وأخلاقه ورقي تعاملاته مع جميع الناس، يتطلب مجاهدة النفس وتطويعها لعمل الصالحات.
هزيمة النفس
وليس كل إنسان لديه القدرة على هزيمة النفس الأمّارة بالسوء، ويفضل الطريق الأسهل والميسر، لأن من أبسط الأمور أن ينطق الإنسان بقوله (اللهم صل على محمد) فماذا أضاف إلى رسول الله من تكريم، بعدما كرَّمه الله وحمَّله رسالته للناس؟!
مفهوم الصلاة على النبي
وما الذي يفيد الإنسان نفسه بذلك القول (عليه الصلاة والسلام) ما دام صلى الله وملائكته عليه في قوله سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ»؟!
فما الذي يضيفه الإنسان للرسول إذا أرجع الأمر لله بأن يصلي على الرسول؟!والله يبلغنا بأنه وملائكته يصلون على النبي، فبأي منطق نرجع الأمر لله، وقد كرَّمه الله بالصلاة عليه؟
المؤازرة والدعم
وهي تعني المؤازرة والدعم والتوفيق للرسول عليه السلام في دعوته، وتبليغ خطابه للناس وحمايته من المتربصين به من أعداء الرسالة.
الرسول معصوم
والخلاصة التي تتعلق بتبيان الله للناس بأنه وملائكته يصلُّون على النبي؛ إنما يعني هذا النبأ بأن الرسول في حماية الله وعصمته وما أمر الإنسان بالصلاة على الرسول فهو أمر للمسلمين باتّباع الرسول كما قال سبحانه: «قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (آل عمران: 31)، لذلك فتلك الصلوات عمل وليست أقوالًا يرددها الناس دون إدراك معناها الحقيقي ومقصدها الإلهي.
************
تعريف بالكاتب
شغل المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، منصب المدير الأسبق لديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية، ورئيس مؤسسة رسالة السلام العالمية، الكاتب لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وينفذ مشروعا عربيا لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام التي أدت إلى انتشار التطرف والإرهاب والعنف الذي يُمَارَس باِسم الدين، وقدم الكاتب للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني وانعكاسه على الواقع العربي.