المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي يطرح تساؤلًا حول الواقع العربي قائلًا: هل نسينا الله فأنسانا أنفسنا؟
من كتاب (ومضات على الطريق) - الجزء الأول - الذي جاء بعنوان (دراسات ومشاريع وحلول لمواجهة المستقبل العربي)
الملخص
يقول المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي في كتاب (ومضات على الطريق)، إن بريطانيا وفرنسا اتفقتا على تقسيم الوطن من خلال اتفاقية (سايكس بيكو)، ومع أن المخطط كان واضحًا، لكن للأسف وقع العرب في براثن الخديعة، وتم اقتسام الدول العربية بين استعمار بريطاني وفرنسي، لم يعرفا الرحمة، فداسا على كل القيم، واستباحا كل المحرمات، ونهبا الثروات، حتى الآثار التاريخية لم تسلم من السرقة، اليوم يتكرر نفس المخطط ويسوقون لنا بضاعة الأمن والاستقرار، بوسائل تتفق مع العصر الحديث، وتبقى الأسئلة الكثيرة تتردد في الشارع العربي دون إجابة منها على سبيل المثال ماذا حدث لنا؟ هل غاب عنا الإدراك، والوعي، وشلت إرادتنا؟ هل نخشى شرًّا إذا ما سعينا إلى تحقيق مصالحنا الوطنية وحماية أمننا القومي؟، هل نخشى على موقعنا من أمرٍ ما لا نعرف ما يخبأ لنا فيه؟ هل خارت قوانا واستسلمنا للمجهول؟ هل نَسينا الله فأنسانا أنفسنا؟ والكثير من الأسئلة.. التفاصيل في المقال التالي.
التفاصيل
التغلغل في العقول
قال الشرفاء الحمادي، إن أوروبا حاولت في الماضي القريب زرع الخوف في القيادات العربية، بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، واستطاعت أن تتغلغل في عقول الساسة العرب يومذاك، وتقنعهم بأن هدفها توحيد الأمة العربية.
(سايكس بيكو) والتقسيم
ويصف الشرفاء الحمادي الواقع العربي قائلًا: لكن الواقع هو أن بريطانيا وفرنسا، قد اتفقتا على تقسيم الوطن العربي بينهما، بما عرف باتفاقية (سايكس بيكو)، ومع الأسف فقد صدق العرب تلك الوعود، وسقطوا في براثن الخديعة، وتم اقتسام الدول العربية بين استعمار بريطاني واستعمار فرنسي، لم يعرفا الرحمة، فداسا على كل القيم، واستباحا كل المحرمات، ونهبا الثروات، حتى الآثار التاريخية لم تسلم من السرقة.
تكرار سيناريو (الأمن والاستقرار)
ويكمل المفكر العربي في كتابه قائلًا: اليوم مرة أخرى يسوقون لنا بضاعة الأمن والاستقرار، بوسائل تتفق مع العصر الحديث، أهمها الوسائل الإعلامية التي تغلغلت في العقول، وصدقتها القلوب، وترجمتها أنماط السلوك التي ظهرت في العلاقات بين الدول العربية.
سياسة خبيثة وصورة مشوهة
ويواصل الكاتب حديثه قائلًا: لقد استطاعت تلك السياسة الخبيثة أن ترسم صورة مشوهة للأشقاء، وجعلتها تستقر في عقول الكثير من القيادات العربية، بوصفها حقيقة مسلَّمًا بها، يترتب عليها الطاعة في تنفيذ التعليمات الصادرة تحت غطاء الأمم المتحدة، وترجمتها إلى وسائل عملية في مجال المقاطعة الاقتصادية، وغلق الحدود الجغرافية، وعزل الدول العربية عزلًا تامًّا، حتى أن بعضها فقد سيادته، وأصبح تحت الوصاية بكل مقدراته الاقتصادية، كما يحدث للعراق منذ سنوات عديدة، وكما حدث للجماهيرية الليبية ولا يزال مستمرًّا، بسبب المقاطعة الاقتصادية إبان قضية لوكربي.
قرار واشنطن والخضوع للتنفيذ
ومن المؤسف أن يصدر القرار في واشنطن، وتنفذه الدول العربية بكل أمانة وإخلاص، برغم أن غالبيتها تعلم جيدًا حقيقة الأهداف التي تسعى إليها القوى العظمى، وأهمها السيطرة على منابع النفط، واستغلالها بما يخدم مصالح شعوبها، فهم ليسوا معنيين أبدًا بالشعوب العربية. إن الأمة العربية بذلك ترتكب جريمة في حق نفسها، جريمة الصمت عما يجرى من سقوط عشرات الآلاف من الأطفال في العراق، وجريمة المشاهدة والاستمتاع، بما تقوم به إسرائيل من عدوان غادر كل يوم يحصد العشرات في لبنان، وجريمة الاستسلام والقبول بالموت البطيء، بدون أن يكون لأمتنا رد فعل إيجابي يضع حدًّا لذلك الغرور والجبروت.
تساؤلات الشارع العربي
هنا يتساءل المواطن العربي في كل مكان، ماذا حدث لنا؟ هل غاب عنا الإدراك، والوعي، وشلت إرادتنا؟ هل نخشى شرًّا إذا ما سعينا إلى تحقيق مصالحنا الوطنية، واتخذنا الوسائل الكفيلة بحماية أمننا القومي؟ هل نخشى على موقعنا من أمر ما لا نعرف ما يخبأ لنا فيه؟ هل خارت قوانا واستسلمنا للمجهول؟ هل نسينا الله فأنسانا أنفسنا؟